في ذكرى المولد النبوي الشريف
 
  | 
  | 
مَهْ يا حُسَيْنُ رَحَلْتَ قَبْلَ
  إِيابي 
 | 
  
وَقَهَرْتَني في جِيئَتي وَذَهابي 
 | |
وَتَرَكْتَني وَلْهانَ دُونَ
  تَعَقُّلٍ 
 | 
  
حَظِّي مِنَ التَّفْكيرِ قَيْضُ
  سَرابِ 
 | |
ماذا دَهاكَ بُنَيَّ يَوْمَ
  تَرَكْتَني 
 | 
  
نَهْبَ الهَواجِسِ، ضائقاً بِثِيابي 
 | |
رُوحاهُ ما هذا التَّسَرُّعُ
  وَالجَفا 
 | 
  
هَلْ ذا جَزاءُ الحِبِّ لِلأَحْبابِ 
 | |
وَإذا ظَنَنْتَ أَباكَ طَوْداً
  شامِخاً 
 | 
  
ماذا عَنِ الإِخْوانِ والأَتْرابِ 
 | |
ماذا عَنِ الأُمِّ الرَّؤومِ
  فُؤادُها 
 | 
  
قَدْ غادَرَ الإحْناءَ قَبْلَ عِتابِ 
 | |
ما باتَ فيها للرَّجاحَةِ مَوْضِعٌ 
 | 
  
لَوْلا تَأسِّيها بِفَرْطِ مُصابِ 
 | |
آهاتُها في اللّيلِ تُوقِظُ نائماً 
 | 
  
وَدُموعُها حَفِلَتْ بِكُلِّ جَوابِ 
 | |
لا يا حُسَيْنُ فَقَد حَيِيتَ
  مُؤمَّلاً 
 | 
  
وَدَفَنْتَ آمالي بِقَعْرِ تُرابِ 
 | |
يا تارِكي بَعْدَ المَطامِحِ
  وَالمُنى 
 | 
  
مِزَعَ النِّصالِ عَلى كَثِيبِ
  عَدابِ[1] 
 | |
يا مانِحي بُؤسَ الحَياةِ وَشؤمَها 
 | 
  
يا واهِبي غُصَصَ النَّوى المُرْتابِ 
 | |
أَنْفَذْتَ رُمْحَكَ يا صَغيريَ في
  الحَشا 
 | 
  
وَنَصَبْتَهُ في القَلْبِ فَوْقَ
  صُبابِ[2] 
 | |
أَنا يا حُسَيْنُ قَتيلُ إصْبَعِكَ
  التي 
 | 
  
لَعِبَتْ بِكُلِّ عُقُولِنا بِسُبابِ 
 | |
وَصُرِعْتَ، لا بَلْ قَدْ صَرَعْتَ
  لِوالِدٍ  
 | 
  
صَعْبِ النِّزالِ، فَعاد ظِلَّ
  عَدابِ[3] 
 | |
أَنا يا حُسَيْنُ صَريعُ نورِكَ قَدْ
  ثَوى 
 | 
  
في الرَّمْسِ لا يَرْنو إِلى
  الطُّلاّبِ 
 | |
يا أيُّها القَمَرُ الذي وَسَدْتُهُ 
 | 
  
جَوْفَ الثَّرى يَبْكيكَ كُلُّ
  صِحابِ 
 | |
يا أَيُّها القَمَرُ الذي صَنَفْتُهُ 
 | 
  
بِحَدائِقِ الزَّهْراءِ مِثْلَ
  كِتابِ 
 | |
يا أَيُّها القَمَرُ الذي
  أَوْدَعْتُهُ 
 | 
  
قُرْبَ الجُنَيْدِ ذَخِيرَةً لإيابي[4] 
 | |
هَلاّ يَعُودُ إليَّ طَيْفُكَ في
  الرُّؤى 
 | 
  
فَيُعيدُ في الأَحْلامِ رَجْعَ
  جَوابي 
 | |
هلاّ تَرَفْرِفُ في دياري بُلْبُلاً 
 | 
  
تَشْدو لَنا في لَثْغَةِ الإِطْرابِ[5] 
 | |
أَوَلَسْتَ تَعْرِفُ يا حُسَيْنُ
  دِيارَنا 
 | 
  
وَتَرى نَواظِرَنا بِلا أَهْدابِ 
 | |
أَيَهُونُ يا وَلَدي عَلَيْكَ
  مُصابُنا 
 | 
  
وَقُلُوبُنا في غُصَّةٍ وَعَذابِ 
 | |
ماذا نَقُولُ لِمَنْ يُسائِلُ
  عَنْكُمُ 
 | 
  
مِنْ صَحْبِنا الأَحْبابِ
  وَالغُيّابِ 
 | |
أَنَقُولُ قَدْ نَحَرَ الحُسَيْنُ
  حِصانَهُ 
 | 
  
فَكبا بِهِ في ثَغْرَةٍ وَعِتابِ 
 | |
أَنَقُولُ قَدْ كَرِهَ الحُسَيْنُ
  حَياتَنا 
 | 
  
بِشَتاتِها، وَبِذُلِّها العَيَّابِ 
 | |
أَنَقُولُ قَدْ سَئِمَ الحُسَيْنُ
  صَلاحَنا 
 | 
  
مِمَّا بِنا مِنْ غَفْلَةٍ وَكِذابِ 
 | |
أَنَقُولُ لِلْسُؤْلِ الكَرامِ
  رُوَيْدَكُمْ 
 | 
  
هذا الحُسَيْنُ يَعُودُ بَعْدَ
  غِيابِ 
 | |
هَيْهاتَ يا وَلَدي فَقَدْ شَطَّ
  النَّوى 
 | 
  
لا لَيْسَ قَبْلَ البَعْثِ رَجْعُ
  مَآبِ 
 | |
لا يا حَبيبي لَنْ تَعودَ فَدارُنا 
 | 
  
دارُ الغَرُورِ الطّائِشِ الهَيّابِ 
 | |
لا يا حَبيبي لَنْ تَعودَ
  فَعَيْشُكُمْ 
 | 
  
بَيْنَ الرَّسُولِ وَصَفْوَةِ
  الأَصْحابِ 
 | |
في حُضْنِ فاطِمَةَ البَتولِ
  مُدَلَّلاً 
 | 
  
تَلْهو وَتَخْطُرُ دُونَما حُجّابِ[6] 
 | |
وَلَقَدْ رَأَيْتُكَ يا حَبيبي
  لَيْلَةً 
 | 
  
في رَوْضَةٍ تَلْهو مَعَ الأَطْيابِ[7] 
 | |
وَعَلَيْكَ مِنْ حُلَلِ الكَرامَةِ
  وَالرِّضا 
 | 
  
بِيضُ الثِّيابِ بِياقَةِ العُنّابِ 
 | |
قُلْتُ: الدُّمُقْس أَوِ
  الدُّمُسْتُقُ ثَوْبُهُ 
 | 
  
إِسْتَبْرَقٌ يَزْهو عَلى جُلْبابِ 
 | |
تَلْهو وَحِيداً يا حُسَيْنُ
  بِرَوْضَةٍ 
 | 
  
وَكَما حَيِيتَ مُبايِنَ الأَتْرابِ 
 | |
إِنْ كُنْتَ يا قَمَري فَريدَ
  صِغارِنا 
 | 
  
بِذَكائِهِ، وَجَمالِهِ، وَطِلابِ 
 | |
أِوْ كُانَ هذا في ضميري وَحْدَهُ 
 | 
  
فَهُوَ الذي يُحْيي صُنوفَ عَذابِ 
 | |
مَنْ كانَ يَحْسَبُ سَلْوَةً
  تَجْتاحُنا 
 | 
  
بَعْدَ الحُسَيْنِ، فَخائِبُ
  الحُسّابِ 
 | |
ما زالَ مَقْتَلُ جَدِّهِ في
  الطَّفِّ كَمْ 
 | 
  
يُذْكي الأَسى وَالحُزْنَ لِلأَهْدابِ[8] 
 | |
وَيَظَلُّ مَقْتَلُكَ الصَّغيرُ
  بِضامِري 
 | 
  
يَتَزاحَمانِ عَلى أَسىً وَسِلابِ 
 | |
جَدِّي الحُسَيْنُ مَنارُ كُلِّ
  مُجاهِدٍ 
 | 
  
وَصَغيريَ المَقْتولُ سَيْفُ تَبابي 
 | |
حَرَقَ المَراكِبَ كُلَّها في
  غَفْلَةٍ 
 | 
  
وَمَرافِئي قَفِرَتْ مِنَ الأُيّابِ 
 | |
وَمُصِيبةٌ جَلَلٌ، وَكَمْ في
  عِتْرَتي 
 | 
  
مِنْ مَصْرَعٍ جَلَلٍ وَقَتْلِ
  شَبابِ[9] 
 |