جَفتْني
عيونيَ وقتَ السحرْ كأني على
موعدٍ منتَظَرْ
وروحيَ
ضاقتْ بها أضلعي وقلبيَ يندبُ مُرَّ
السَهَرْ
ولم أدْرِ
ما حَلَّ في ضامري وفكري يمزّقُ
وحيَ السحرْ
فلا
العينُ باحتْ بما ترتجي ولا
الروحُ قالتْ هويتُ السّمرْ
ولا
القلبُ عبّرَ عن وَجدِهِ ولا
الفِكرُ نادى عشقتُ المطرْ
وكلُّ
الذي جالَ في خاطري حياتيَ ليستْ كباقي البشرْ
فلا
الأرضُ تُشبعُ ما أبتغي ولا
يثُلجُ الصدرَ همسُ الصّورْ
ففي
الأرضِ أدرانُهم والهوى وفيهم خُنوعٌ وعشقُ الغِيَرْ
ومن
يرتضي الأرضَ حدّاً له فنذلٌ
ضعيفٌ هزيلُ الفِكَرْ
ومن باتَ
في الطين لا ترتجي به أن يكون
كريمَ السِّيَرْ
فما
الطينُ إلا حطامُ النفوسِ وأهواؤها
جالياتِ الخطرْ
وما
الطينُ إلا هروبٌ إلى وساوسَ لا تهتدي بالعِبرْ
ومن كانَ
في الوحلِ أشواقُهُ فيا ذلهُ من حفيفِ الشّجرْ
أخي في
علا الحقّ باتَ الهدى وفي النفسِ أدرانُها والضّرَرْ
إلى اللهِ
فارفعْ جبينَ الهدى وناظرْ
بعينك وجهَ القَمَرْ
هناكَ
المكارمُ في خِدرِها فرحْ واسترحْ في رياضِ الخفرْ
فإن كنتَ
تحيا لشوقِ السّما تجدْ في
السماءِ كرامَ الدّررْ
وإن
تبتغي ما حوتهُ الدنى فرأسُك
في الطين بين الحُفَرْ
إلى اللهِ
كن قاصداً وجهَهُ وفي دينهِ عِشْ
وخَلِّ الغِيَرْ
ففي
الدينِ باتتْ لنا عِزةٌ وبالبغي صرنا نِثارَ الشّررْ
وفي
الصدقِ عُدنا هُداةَ الورى وفي التيهِ بتنا سواءَ البقرْ
وفي الرُّشدِ
والحقّ كان الرضى وبالكِبر ذُبنا وذُقنا الخَوَرْ
وبالنصحِ
والنورِ يا صاحبي غدونا عن
الحقّ نجلو الكَدَرْ
وضوحُ
الطريقِ لنا منهجٌ وغايتُنا دحضُ من قد كَفَرْ
ومن شَذَّ
عن دربِنا خطوةً رددناهُ أو حلَّ
فيه العِبَرْ
بتقوى
الإلهِ ومنهاجِهِ نقيسُ
الرجالَ وليسَ البَطَرْ
ومن يرغبِ
الحق درباً لهُ يعشْ في رحابِ الهدى والنَظَرْ
ومن عاشَ
يعبدُ أهواءَهُ سيخنعُ
يوماً إذا ما انفطرْ
أخي إنني
مذنبٌ ظالمٌ وظلمي بغيرِ
الهوى والسَكَرْ
سنمضي
على دربِنا للعلا ونحيى ونفنى
لربِّ البَشَرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق